يعد السعي بين الصفا والمروة من أبرز المناسك التي يؤديها المسلم في العمرة، وهو ركن من أركان العمرة يجب على المسلم أن يؤديه بعد طواف القدوم. في هذا المقال، سنتعرف على معنى السعي بين الصفا والمروة، الأدعية المستحبة أثناء السعي، وكذلك الآداب التي ينبغي مراعاتها.
معنى السعي بين الصفا والمروة
السعي بين الصفا والمروة هو المشي بين هذين الجبلين الصغيرين الموجودين في المسجد الحرام بمكة المكرمة. وقد ورد في الحديث الشريف أن السعي بين الصفا والمروة كان فعلاً قامت به هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام بحثًا عن الماء لابنها إسماعيل عليه السلام. وبعدما جعل الله لها بئر زمزم، أصبح السعي بين الصفا والمروة من شعائر الحج والعمرة.
كيفية السعي بين الصفا والمروة
- النية: يجب أن يكون السعي بنية العبادة والتقرب إلى الله، حيث تكون النية في قلب المسلم.
- البدء من الصفا: يبدأ السعي من جبل الصفا، حيث يواجه المسلم القبلة، ويرتقي قليلاً حتى يرى الكعبة، ثم يدعو الله بما يشاء.
- السعي بين الصفا والمروة: بعد ذلك، يبدأ السعي إلى المروة، ويكرر المسلم السعي سبع مرات (أي الذهاب والعودة بين الجبلين)، ويجب أن يكون السعي على القدمين دون ركوب.
- الختام عند المروة: ينتهي السعي عند المروة بعد أن يؤدي المسلم السعي سبع مرات، وبعد ذلك يُكمل باقي مناسك العمرة.
الأدعية المستحبة أثناء السعي
السعي بين الصفا والمروة هو فرصة عظيمة للدعاء والتضرع إلى الله، ويُستحب للمسلم أن يكثر من الدعاء بالخير لنفسه ولعائلته وللأمة الإسلامية. بعض الأدعية المستحبة هي:
- دعاء عند الصفا: عند الوقوف على جبل الصفا، يقال الدعاء التالي:
- “اللهم إني أسالك من فضلك ورحمتك، اللهم إني أسالك عافيتك في الدنيا والآخرة”.
يمكن للمسلم أن يدعو بما يشاء من الدعاء الشخصي، ويستحب أن يكثر من ذكر الله وتحميده في هذا المكان.
- دعاء عند المروة: عند الوصول إلى المروة، يقال الدعاء التالي:
- “اللهم إني أسالك من فضلك ورحمتك، اللهم اجعلني من أهل الجنة”.
- دعاء عام: يمكن الدعاء بالأدعية التي تناسب حال المسلم، مثل:
- “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار”.
- “اللهم اغفر لي ولأهلي ولأصدقائي ولأمة محمد صلى الله عليه وسلم”.
- دعاء مستمر: أثناء السعي، يمكن أن يدعو المسلم بأي دعاء يراه مناسبًا أو يذكر الله سبحانه وتعالى بالتسبيح والتهليل والتكبير، مثل:
- “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”.
آداب السعي بين الصفا والمروة
- الطهارة: يُستحب أن يكون المسلم طاهرًا عند السعي بين الصفا والمروة، فيكون في حالة وضوء إذا أمكن.
- الخشوع والسكينة: يجب أن يكون السعي في جو من الخشوع والسكينة، وأن يتجنب المسلم الضجيج أو الجري غير اللازم. السعي في نفسه عبادة تتطلب التأمل والخشوع.
- عدم الإسراف في الكلام: يُستحب أن يقتصر الكلام على الذكر والدعاء والسكوت عن اللغو.
- الإكثار من الدعاء والتوسل: السعي فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالدعاء، ويُستحب الإكثار من الدعاء بما يشاء المسلم، مع التأكيد على الدعاء بما هو خير له في الدنيا والآخرة.
- الانتباه للمسلمين الآخرين: من الآداب أيضًا أن يتجنب المسلم الإزعاج للآخرين، سواء بالمزاح أو التدافع، أو أي تصرفات قد تضر بمناسكهم.
التساؤلات الشائعة حول السعي
- هل يجب الدعاء بشكل معين؟ لا يجب على المسلم الدعاء بصيغ معينة، بل يمكنه الدعاء بما يشاء من الأدعية، مع الإكثار من ذكر الله.
- هل يمكن السعي أثناء الليل؟ نعم، يمكن أداء السعي في أي وقت من الليل أو النهار، ما دام المسجد الحرام مفتوحًا.
- هل السعي بين الصفا والمروة ركن في العمرة؟ نعم، السعي بين الصفا والمروة هو ركن من أركان العمرة لا يجوز تركه.
دعاء الصفا والمروة مكتوب
بعد معرفة دعاء السعي بين الصفا والمروة في العمرة، سنتعرّف على دعاء الصفا والمروة مكتوب، وهو كالآتي:
- اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي، ومن شر بصري، ومن شر لساني، ومن شر قلبي.
- اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم، وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله، ما علمت منه وما لم أعلم.
- اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك ونبيك، وأعوذ بك من كل شر استعاذ بك منه عبدك ونبيك.
- اللهم إني أسألك الجنة، وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل، وأسألك أن تجعل كل قضاء قضيته لي خيرًا.
- اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والسلامة من كل إثم، والغنيمة من كل بر، والفوز بالجنة، والنجاة من النار.
- يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
- سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك.
وفي الختام، السعي بين الصفا والمروة هو عبادة عظيمة تحقق للمسلم العديد من المنافع الروحية والنفسية، فهو فرصة للتوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى. يجب على المسلم أن يحرص على أداء هذا الركن على أكمل وجه، مع الدعاء والتضرع إلى الله، والابتعاد عن كل ما قد يخل بالخشوع والتقوى.
التعليقات