نسمع كثيراً عن فضل بعض سور القرآن الكريم ومن أكثر السور التي لها فضل هي سورة الملك فما هو؟
أكد العلماء أن سورة الملك تقي صاحبها من عذاب القبر، والدليل على ذلك أنها حينما ذُكرت عند ابن مسعود -رضي الله عنه- قال: (مكتوبٌ في التَّوْراةِ: سورةُ المُلْكِ مَن قرَأَها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثَرَ وأطابَ، وهي المانِعةُ؛ تَمنَعُ من عَذابِ القَبرِ؛ إذا أُتِيَ من قِبَلِ رأسِه، قال له رأسُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقدْ كان يَقرَأُ بي وفيَّ سورةُ المُلْكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ بَطنِه، قال له بَطنُه: قِبَلَكَ عنِّي؛ فقد كان وَعَى فيَّ سورةَ المُلكِ، وإذا أُتِيَ من قِبَلِ رِجْلَيه، قالت له رِجْلاه: قِبَلَكَ عنِّي، فقد كان يَقومُ بي بسورةِ المُلكِ).
كما أكدوا أن سورة الملك تشفع لصاحبها، وهي سببٌ لدخول الجنّة، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ سورةً من كتابِ اللهِ ما هي إلا ثلاثون آيةً، شفَعتْ لرجلٍ فأخرجَتْه من النَّارِ، وأدخلَتْه الجنَّةَ).
كما أن محافظة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- على قراءتها، فقد جاء عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ (الم تنزيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ))
أما الوقت المستحبّ لقراءة سورة الملك يُسنّ قراءة سورة الملك كلّ ليلة، ودلّ على ذلك حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنه-: (أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ كانَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ (الم تنزيلُ) وَ (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ))، ولكن مَن قرأها صباحاً أو في غير الليل فهو جائز، ويُرجى له ثوابها أيضا، لكن الأفضل قراءتها قبل النوم في كلّ ليلة، لفعل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-.
وبالنسبة لسبب نزول سورة الملك لم يرد سبب لنزول كامل سورة الملك، بل جاء ذلك في بعض آياتها، وفيما يأتي بيان ذلك: سبب نزول الآية الثالثة عشر: قال الله -تعالى-: (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)، قال ابن عباس -رضي الله عنه-: كان المشركون يؤذون النبيّ -صلى الله عليه وسلم- في كلامهم، ويقولون: “أسروا قولكم لكي لا يسمعُكم إله مُحمد”، فنزلت الآية.
التعليقات