
تعتبر سورة “يس” من السور المكية، وهي السورة رقم 36 في القرآن الكريم، وذات مكانة عظيمة في الإسلام، وقد ورد في الأحاديث النبوية العديد من الفضائل الخاصة بهذه السورة.
فضل سورة يس وفوائدها وتفسيرها
- حُب الرسول صلى الله عليه وسلم لها: ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ قَلْبًا وَقَلْبُ الْقُرْآنِ يَس” (رواه الترمذي).
- تيسير الأمور: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من قرأ يس في ليلته ابتغاء وجه الله، غُفر له ما تقدم من ذنبه” (رواه الترمذي).
- الشفاء: ورد في الحديث الشريف: “اقْرَءُوا سُورَةَ يَسِ على موتاكم” (رواه أحمد)، مما يدل على أن قراءة سورة يس على المريض أو المحتضر قد تكون سببًا في تخفيف الألم، وتهوين المصاب.
- الرحمة والبركة: سورة يس تعد من السور التي تعم بالرحمة والبركة لمن يداوم على قراءتها، وهي تفتح أبواب الرحمة والمغفرة.
2. فوائد سورة يس
- تحقيق رغبات المؤمن: يعد من فوائد سورة يس أنها تساعد في تيسير الأمور المستعصية وتحقيق الرغبات بإذن الله، خاصة إذا تم قراءتها بنية صافية وخالصة لله.
- التخفيف من المصاعب: تعتبر السورة من السور التي يوصى بقراءتها لتخفيف الهموم والأحزان، وبالأخص عند الابتلاءات والشدائد.
- زيادة الحسنات: تساعد سورة يس على زيادة الأجر والحسنات، حيث أنها تسهم في مغفرة الذنوب وتقريب العبد إلى الله.
- الشفاء الروحي والجسدي: ورد عن بعض العلماء أنها تقوي الإيمان وتنقي الروح، كما تساعد في الشفاء من بعض الأمراض بإذن الله.
3. تفسير سورة يس
تبدأ سورة يس بتأكيد أن القرآن هو كتاب الله، وأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو رسول مرسل. تأتي السورة بما يلي:
- الآيات 1-12: تبدأ السورة بحروف “يس”، وتوضح حقيقة أن القرآن هو الوحي الذي أُرسل لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنه كتاب هداية. كما تشير إلى أن العديد من الأقوام قد جحدوا الحق وأنبياء الله، فكانت العاقبة الهلاك.
- الآيات 13-32: تأتي قصة أصحاب القرية الذين كذبوا بالرسل، وما حل بهم نتيجة ذلك من عذاب. هذه الآيات تبين سيرة الأقوام الذين جحدوا الدعوة وأهلكهم الله بسبب كفرهم.
- الآيات 33-44: تتحدث عن دلائل قدرة الله في الكون، مثل القمر والشمس والنباتات والبحار. وتشير إلى أن الله هو الذي يحيي الموتى، وأنه قادر على كل شيء.
- الآيات 45-50: تركز على العواقب التي تصيب من يكذبون بالرسالة، وتحذر من العذاب الأليم في الآخرة.
- الآيات 51-65: ذكر لحقيقة يوم القيامة، وهو اليوم الذي يعرض فيه الناس على الله، ويحكم بين عباده بالعدل. كما تبين هذه الآيات أن الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء عن عباده.
- الآيات 66-83: تأتي الآيات لتذكر بآيات الله العظيمة وقدرته على خلق الإنسان وإحياء الموتى، مؤكدة على أنه لا شيء يعجزه.
- الآيات 84-83: تأتي الآيات التي تدل على جزاء المؤمنين وتأكيد على أن الذين كذبوا سيلاقون عقابًا شديدًا في الآخرة.
4. تفسير بعض الآيات الخاصة
- “يس” (الآية 1): هي من الحروف المقطعة التي وردت في بداية بعض السور القرآنية، وهي من أسرار القرآن التي لا يعلمها إلا الله، ولكنها تُستخدم لتأكيد صحة القرآن وصدقه.
- “إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ” (الآية 3): تَأكيد على نبوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتثبيته في مواجهة كفار قريش.
- “وَقُولُوا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى” (الآية 44): تعليمات لطريقة دعوة الأعداء بالأسلوب اللين والمُحبب لعله يستجيب للدعوة.
وفي الختام، سورة يس من السور المباركة التي تحمل في طياتها العديد من الفضائل والفوائد الروحية، فهي تعزز الإيمان، وتُعتبر مصدرًا للشفاء والتيسير. من خلال معانيها العميقة وتفسير آياتها، تُظهر قدرة الله سبحانه وتعالى على خلق الحياة والموت، وتحث المؤمنين على التأمل في معجزات الكون والإيمان برسالة الرسل.
التعليقات