جامعة هارفارد، التي تعد واحدة من أعرق الجامعات في العالم، تأسست في عام 1636 في مدينة كامبريدج، ماساتشوستس، وكانت في البداية تُعرف بـ”كلية هارفارد”. ومنذ تأسيسها، لعبت دورًا رئيسيًا في تطوير التعليم العالي في الولايات المتحدة والعالم.
أول رئيس لجامعة هارفارد كان جون هارفي (John Harvard)، الذي كان له دورٌ بارز في تأسيس وتوجيه مسار الجامعة في بداياتها. ومع ذلك، يُلاحظ أن هناك بعض الالتباس حول حقيقة أن “جون هارفي” كان أول رئيس لها،
1. تاريخ تأسيس الجامعة
تم تأسيس جامعة هارفارد في 1636 بموجب مرسوم من المجلس العام في مستعمرة ماساتشوستس. كانت تهدف إلى تعليم رجال الدين وغيرهم من القادة المستقبليين في المجتمع. في البداية، لم يكن للجامعة رئيس بالمعنى الحديث. بدلاً من ذلك، كان هناك إشراف من قبل مجلس من الأساتذة والمشرفين على سير الأمور التعليمية والإدارية.
2. جون هارفي
لا يعتبر جون هارفي أول رئيس للجامعة وفقًا للتعريف المعاصر للمنصب، لكنه شخصية محورية في تاريخ هارفارد. فهو كان القائم على التبرع الكبير الذي ساهم في تحسين وضع الجامعة في مراحلها الأولى. في عام 1638، أهدى جون هارفي، وهو تاجر من لندن، مبلغًا كبيرًا من المال وأغلب مكتبته الخاصة للجامعة، مما كان له تأثير كبير في تعزيز مكتبتها وبرامجها التعليمية.
كما أن الجامعة قررت تكريم هارفي بعد وفاته بتسمية الكلية على اسمه، ليُصبح الاسم الرسمي “كلية هارفارد”. ولكن، كان هارفي نفسه بعيدًا عن دور الرئيس التنفيذي للجامعة، حيث كانت الإدارة بيد الأساتذة والمشرفين.
3. أول رئيس حقيقي
إذا كانت الإشارة إلى “أول رئيس حقيقي” لجامعة هارفارد، فهذا يشير إلى هنري ديود (Henry Dunster)، الذي أصبح أول رئيس منتخب للجامعة في عام 1640. كان ديود عالم لاهوت إنجليزي، وقاد الجامعة لفترة طويلة (من 1640 حتى 1654). تحت قيادته، بدأت هارفارد في تطوير نفسها أكاديميًا، وأصبحت مركزًا مهمًا للتعليم العالي في أمريكا.
4. أهمية دور الرؤساء الأوائل
إن دور هؤلاء الرواد كان محوريًا في وضع الأسس التي قامت عليها جامعة هارفارد فيما بعد. ورغم أن جون هارفي لم يكن “رئيسًا” بالمعنى الحرفي للمصطلح، إلا أن تبرعه ودعمه ساعدا في جعل الجامعة تصبح مؤسسة رائدة. أما هنري ديود، الذي يُعتبر أول رئيس فعلي، فقد كان له دور كبير في هيكلة النظام الأكاديمي، حيث أضاف طابعًا من النظام الأكاديمي الفاعل واستمرارية الجامعة.
5. إرث هارفارد
منذ تأسيسها، مرّت جامعة هارفارد بعدد كبير من التحولات والإصلاحات التي جعلت منها مؤسسة تعليمية مرموقة عالميًا. وقد أسس الأساتذة الأوائل، بمن فيهم جون هارفي وهنري ديود، تقاليد أكاديمية لا تزال تمثل جزءًا كبيرًا من هوية الجامعة حتى اليوم.
وفي الختام، على الرغم من أن جون هارفي ليس أول “رئيس” للجامعة بالمعنى الذي نفهمه اليوم، فإن تبرعاته الكبيرة واهتمامه الباكر بالجامعة جعلت له مكانة خاصة في تاريخ هارفارد. وفي المقابل، جاء هنري ديود ليكون أول رئيس منتخب للجامعة بعد فترة من تأسيسها. تبقى هارفارد اليوم واحدة من أعرق الجامعات في العالم، محققةً سمعة قوية في التعليم والبحث.
التعليقات