السعي بين الصفا والمروة هو أحد أركان الحج والعمرة، فعادة ما يتساءل بعض الحجاج عن حكم نسيان الوضوء في السعي، وهل هو شرط أساسي للسعي أم يجوز السعي بدون وضوء، فالسعي من أهم مناسك الحج والعمرة التي يجب الحرص على القيام بها، وقد ثبت ذلك في القرآن الكريم والسنة النبوية.
أولًا: تعريف السعي بين الصفا والمروة
السعي هو المشي بين جبلي الصفا والمروة سبع مرات، ويبدأ السعي من الصفا وينتهي بالمروة، ويعد السعي ركنًا من أركان الحج والعمرة، ويجب على المسلم إتمامه وفقًا للشرع. وقد ثبت مشروعية السعي من القرآن الكريم في قوله تعالى:
“إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَن حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَكَبَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا” (البقرة: 158).
ثانيًا: هل يشترط الوضوء للسعي؟
المسألة التي يتساءل عنها العديد من الحجاج والمعتمرين هي: هل يشترط الوضوء لأداء السعي؟
- موقف الفقهاء من الوضوء في السعي:
- المالكية والشافعية والحنابلة: لا يشترط الوضوء للسعي بين الصفا والمروة. فالسعي كما هو الحال مع الطواف يمكن أن يتم دون الوضوء، إلا إذا أراد الشخص الطواف أيضًا في نفس الوقت. الفقهاء في هذه المدارس يعتقدون أن السعي ليس عبادة تحتاج إلى طهارة خاصة.
- الحنفية: في مذهب الإمام أبي حنيفة، يشترط الوضوء للسعي بين الصفا والمروة. يعتبرون السعي جزءًا من العبادة التي تحتاج إلى الطهارة مثل الطواف، وبالتالي يجب أن يكون المسلم على طهارة.
- دليل عدم اشتراط الوضوء:
- لم يرد في الكتاب أو السنة ما يوجب الطهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر للسعي بين الصفا والمروة. على الرغم من أن الطواف يحتاج إلى وضوء، إلا أن السعي لا يشترط له الطهارة مثل الطواف.
- يُستدل من ذلك أن السعي يمكن أن يتم بعد أداء الصلاة أو القيام بأي فعل لا يتطلب الطهارة، مثل الركوع أو السجود.
- مواقف بعض العلماء:
- بعض العلماء، مثل الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، ذكروا أن السعي لا يتطلب الوضوء في حد ذاته، وأنه يمكن للمسلم أداء السعي وهو على غير وضوء.
- وفي المقابل، يشير البعض إلى أن طهارة الجسم من الحدث الأكبر (مثل الجنابة) تعتبر ضرورية، ولكن لا يشترط الوضوء.
ثالثًا: الفرق بين الطواف والسعي:
- الطواف: في الطواف حول الكعبة، يشترط الطهارة من الحدث الأكبر والأصغر عند جمهور الفقهاء، وهذا يعني أن المسلم يجب أن يكون على وضوء، إلا في حالة حدوث طواف في وقت الصلاة بحيث لا يلامس المكان القريب من الكعبة أثناء الطواف.
- السعي: أما السعي بين الصفا والمروة، فقد اختلف الفقهاء في اشتراط الوضوء له، وبعضهم أجاز السعي دون وضوء بشرط أن يكون المسلم على طهارة من الحدث الأكبر.
في الختام، يرى جمهور الفقهاء أنه لا يشترط الوضوء للسعي بين الصفا والمروة. إذا كان الشخص على طهارة من الحدث الأكبر أو الأصغر، فلا بأس في أن يؤدي السعي. بينما يرى مذهب الحنفية أن الوضوء شرط أساسي للسعي.
إذا كنت بصدد أداء السعي، يمكنك الاطمئنان إلى أنه في معظم الحالات لا يشترط الوضوء، طالما كنت على طهارة عامة من النجاسة أو الحدث الأكبر.
التعليقات