كفارة إفطار رمضان للمريض… في الإسلام، تعتبر صيام شهر رمضان من الأركان الخمسة للإسلام، وهو واجب ديني على كل مسلم بالغ، ما لم يكن معذورًا من الصوم بسبب حالة صحية تمنعه من الصيام. ومن بين هذه الحالات المعذورة تأتي حالة المرض التي تجعل الصوم يشكل خطراً على الصحة أو يزيد من تدهور الحالة الصحية للمريض.
تعتبر كفارة إفطار رمضان خيارًا شرعيًا للمسلم المريض الذي لا يستطيع صيام أيام شهر رمضان بسبب حالته الصحية. وتأتي هذه الكفارة كتعويض عن عدم الصيام ولتكفير الذنب الذي يرتكبه المريض بتركه للصيام لأسباب صحية مشروعة.
كفارة إفطار رمضان للمريض
وبشأن قيمة كفارة إفطار رمضان للمريض، قدر هذه الفدية مُدّ طعام من غالب قوت البلد، فمثلا في القاهرة يُعطى المسكين مدَّ قمح أو ذرة أو أرز أو عدس أو فول أو تمر أو ما شابه من طعام أهل القاهرة الذي يقوت أبدانهم ويستغنون به في إقامة أبدانهم، ويمكن دفع القيمة إن كان ذلك في مصلحة المسكين.
وللإجابة على قيمة كفارة إفطار رمضان للمريض، قدر ذكر مفتي الجمهورية أن كفارة الصيام 20 جنيه، ولو كان فقيرا ثبتت الفدية في ذمته ؛ فيخرجها إذا اغتنى، وتُخرَج من تركته إذا ترك وفاءً، وعلى افتراض أنه قَوِي بعد ذلك على الصيام فلا قضاء عليه، بل يجب عليه الفدية ؛ لأنه مُخاطَب بها ابتداءً مع حالته المذكورة.
أما إن كان المرض يُرجى بُرؤه فيجب عليه نية الصيام من الليل: فإن استطاع الصيام في النهار صام، وإن لم يستطع أفطر، ولا يُجزئ الإطعام عن الأيام التي يُفطِر فيها، ولا بد من الانتظار حتى الشفاء ثم يقضي ما عليه، فإن مات قبل البُرء صام عنه أولياؤه أو غيرهم من المسلمين.
كفارة إفطار رمضان للمريض: بين الشريعة والرحمة
يعتبر شهر رمضان شهراً مباركاً ومغفرة من الله تعالى، حيث يمثل فرصة للمسلمين للتقرب إلى الله وتطهير النفس والجسد. ومن أهم فرائض رمضان:
- صيامه الذي يفرض على كل مسلم بالغ وعاقل، ما لم يكن مريضاً أو مسافراً أو في حالة خاصة تمنعه من الصوم.
- إذا كان هناك شخص مريضًا بحيث يكون الصيام عليه ضارًا بصحته، يجب عليه الإفطار وعدم صيام أيام شهر رمضان.
وهنا تأتي مسألة كفارة إفطار رمضان للمريض، حيث يُعفى المريض من صيام أيام رمضان، وعليه دفع كفارة مالية مقابل كل يوم من الأيام التي لم يصمها.
يتفق العلماء على أن كفارة إفطار رمضان للمريض تكون بإطعام مسكين عن كل يوم لم يتمكن فيه المريض من الصيام، ويجب أن يكون هذا الإطعام ذا قيمة تعادل قيمة وجبة الإفطار الشرعي، أو بإطعام 60 مسكيناً عن كل يوم.
تتجلى رحمة الشريعة الإسلامية في هذا الجانب، حيث تأخذ بعين الاعتبار حالات المرضى وتعفيهم من الصيام للحفاظ على صحتهم، وتوفر لهم وسيلة للتكفير عن فعلهم بإطعام المساكين. وهذا يعكس روح التسامح والرحمة التي يدعو إليها الإسلام في التعامل مع المرضى والضعفاء في المجتمع.
في الختام، يجب على المرضى أداء كفارة إفطار رمضان عن كل يوم من أيام الصيام الذين لم يتمكنوا من صيامها بسبب حالتهم الصحية، وعلى المجتمع أن يقف إلى جانبهم ويقدم لهم الدعم والمساعدة خلال هذا الشهر الفضيل.
التعليقات